السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توقفنا في المرة السابقة عند دخول الإغريق لفلسطين ثم جاءت دولة ومكثت في فلسطين
700سنة وشاهدنا هجوم القوى العظمى في العالم على ارض فلسطين وطمع معظم القوى الموجودة على الساحة في هذه الأرض المباركة حيث كانت ساحة الصراع في ذلك الوقت هي ارض فلسطين
ونستكمل باسم الله
دخل احد القادة الرومان فلسطين وكان يسمى بومبى ولما دخل قضى على الحكم الذاتي لليهود الذي أخذوه من أيام قورش الفارسي حيث أعطى اليهود حكم ذاتي على مساحة صغيرة بجوار القدس حيث ظلت معهم فترة من الزمن حتى بعد دخول الاسكندر المقدوني حتى ألغاه بومبى وعاش اليهود في فلسطين بدون اى نوع من الحكم الذاتي في سنة 37ق.م دخل اليهودية احد زعماء الرومان وكان اسمه هيرودس وقد كان هذا الزعيم ظالما وشديد البطش بسكان فلسطين بما فيهم اليهود ولكنه تميز بأنه قام بتجديد المسجد الأقصى أو ما يسميه اليهود بالهيكل وقام بتكبير حجمه وزاد عدد الأعمدة وغيرها من الإعدادات والتجهيزات وقد عاصر هذا الرجل هيرودس يحيى و زكريا عليهما السلام وعاصرته السيد مريم عليها السلام وولد في آخر عصره سيدنا عيسى عليه السلام ولقد زاد فساده في أواخر عصره واشتهر بجواز المحارم واعترض على زواجه يحيى عليه السلام فقام هيرودس بقتله واعترض على زواجه زكريا عليه السلام فقام بنشره كما ذكرت كتب اليهود وهذا بالطبع ليس أصله يهودي كما هو معروف ولكن هذا الظلم هو المعروف بينهم حتى لو تعددت أجناسهم وأعراقهم وقد قال تعالى "إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم " وقد كان ميلاد عيسى عليه السلام مفاجأة عامة لسكان فلسطين وشعرت السيدة مريم أن هناك خطورة كبيرة على ابنها عيسى عليه السلام فهربت به ويقال إلى مصر ويقال إلى بلاد أخرى المهم أنها عادت بعد ذلك وشهد في ميلاد عيسى عليه السلام بين اليهود والنصارى أن السيدة مريم عليها السلام زنت ونرد عليهم ونقول بان الأمر بسيط فقد خلق الله تعالى ادم دون أب أو أم فهل من الغريب أن يخلق سيدنا عيسى دون أب وعندما عادت السيدة مريم إلى ارض فلسطين بعد وفاة هيرودس وعاشت في منطقة الناصرة ولذلك يعرف سيدنا عيسى عليه السلام بعيسى الناصري ويعرف أصحابه بالنصارى واغلب الظن أن النصارى نسبة إلى مدينة الناصرة وهى المدينة التي عاش فيها ونشا و ترعرع سيدنا عيسى عليه السلام وميلاد سيدنا عيسى كان سنة 4ق.م وليس ببداية التوقيت الميلادي فاليهود والنصارى مختلفون في وقت ميلاده ولكن اصح ما قيل انه ولد قبل التاريخ الميلادي بأربع سنين ومع أن سيدنا عيسى عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل لتخفيف ما عليهم من أعباء إلا أنهم كرهوا سيدنا عيسى عليه السلام كرها شديدا وقد عاش سيدنا عيسى في ارض فلسطين يدعو إلى الله حوالي 33سنة من سنة من 4ق.م إلى سنة 30م وفى هذه الأثناء بشر بأنه سيكون بعده نبي هو آخر الأنبياء وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطبعا طول هذه الفترة كرهه بنو إسرائيل كرها شديدا ووشوا به عند الملك الروماني ولقد كان حكم الرومان لدولة فلسطين 700سنة وطبعا الحاكم الروماني وثنى لا يعبد الله فاحضروا سيدنا عيسى وحاكموه وحتى في المحاكمة وجد الحاكم الروماني أن الأقوال التي يدعيها اليهود على سيدنا عيسى عليه السلام ليست بصحيحة وتحرج الحاكم الروماني أن يقتل سيدنا عيسى عليه السلام حتى الوثني كان ارحم به من أولئك اليهود ولكن اجتمع اليهود وقاموا بشبه ثورة على مركز الحكم وقالوا للحاكم بصوت واحد اصلبه ودمه علينا وعلى أولادنا وقد كان يسمى الحاكم بيلافس ونتيجة هذه الثورة لكثرة عدد اليهود نسبيا عن عدد النصارى فاضطر الحاكم أن يقوم بمحاولة قتل عيسى عليه السلام وجهز بالفعل الأمر وأقام المحكمة وجهز ما يصلب عليه عيسى عليه السلام لكن الله سبحانه وتعالى أدرك عيسى عليه السلام برحمته فرفعه إليه وألقى شبهه على احد أتباعه وبالتالي نجا عيسى عليه السلام من هذه المحاولة ويقول تعالى "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " والشاهد في الرواية أن بعض أصحاب عيسى عليه السلام يعرفون ويدركون أن سيدنا عيسى عليه السلام رفع ولم يصلب أو يقتل وبعدما رفع سيدنا عيسى بدأت الدعوة للمسيحية تسرى في فلسطين عن طريق أصحاب سيدنا يوسف وتعرضوا لاضطهاد شديد جدا من اليهود قبل أن يتعرضوا إليه من الرومان بالضغط عليهم من اليهود وتعرض أصحاب سيدنا عيسى عليه السلام بطرس وبولس ووجدوا معاناة شديدة وتعرضوا للجلد أكثر من مرة واضطروا إلى الخروج من ارض فلسطين ومنهم من وصل إلى أوروبا أو إلى روما وهو بولس وبدا ينشر المسيحية في أوروبا ويتضح من هنا طبيعة العلاقة بين اليهود والنصارى ومن بدايات بعث عيسى عليه السلام وهناك حرب شديدة بين اليهود والنصارى فقد قال تعالى "وقالت اليهود ليست النصارى على الشئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ " والتوحد والعلاقة التي نراها الآن بين اليهود والنصارى لان النصارى يعتقدون أن المسيح لن ينزل إلا بعد أن تقام دولة إسرائيل في فلسطين فهم يساعدونهم تسريعا لنزول المسيح وبعد بدء نشر المسيحية تعرضت للأسف الشديد لبعض التحريفات وممن حرف المسيحية بولس وهو أول من ادعى أن عيسى عليه السلام هو الإله وفى سنة 64م قتل الإمبراطور نيرون بطرس وبولس وبعد هذا بدأت تنشر النصرانية على يد الأجيال الأخرى وكانت تنشر عن طريق الرسائل اى لهذا الوقت لم يكن هناك كتاب الإنجيل وبعد المراسلة بالرسائل بدءوا يكتبوا الإنجيل حيث كتبوا أكثر من 50 إنجيل في سنة 70م ظن اليهود من ضغطهم على الإمبراطور والقائد الروماني أنهم أصبحوا ذوى مكانة معينة فطمع اليهود بذلك وأرادوا أن يقوموا بثورة ليأخذوا الحكم فرد عليهم الرومان ردا غليظا حيث جاء القائد الروماني تيتوس سنة 70م وحاصر القدس وقام بضرب اليهود ضربة تعد من أقوى الضربات التي وجهت لليهود حيث أن تيتوس أمر اليهود بعد محاصرة المدينة أن يقتل بعضهم بعضا فسمع اليهود له طمعا في قليل الحياة وحصلت مجزرة شنيعة في ارض فلسطين ولم ينجو منها إلا من كان خارج المدينة وقضى على عدد ضخم من اليهود وقام تيتوس بتدمير المسجد الأقصى كما تقول الرواية اليهودية حتى لم يبقى فيه حجرا على حجر وبعد هذه المجزرة ب60سنة دخل قائد روماني آخر القدس عام 130م وعندما علم بان اليهود يخططوا لثورة أخرى قام بمجزرة شنيعة ومسح فيها مدينة القدس وانشأ على أنقاضها مدينة الياه وهذا هو الاسم الذي كتب في العهدة العمرية وبعد هذه الحادثة تشتت اليهود في أنحاء العالم وانتهى الوجود اليهودي في فلسطين وهكذا تواجد اليهود في فلسطين 1350سنة تقريبا في الحلقة القادمة
نعرف ما هو الوضع في فلسطين بعد خروج اليهود وحكم الدولة الرومانية وهل ستظل وثنية
وأرجو أن أكون قد أفدتكم ادعوا لي بالتوفيق في المذاكرة والامتحانات واعملوا على نشرها ابتغاء الثواب ولتعم الإفادة وانتظروا الأجزاء القادمة