السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرنا سابقا مملكة اليهود التي أسسها سيدنا داوود عليه السلام ثم سيدنا سليمان عليه السلام ولقد حكمت هذه المملكة فلسطين حوالي 80 سنة من سنة 1004 ق.م إلى 923ق.م وهذه هي فترة الحكم الايمانى الوحيدة في تاريخ اليهود بكامله وغير ذلك فلقد حصل فساد كبير وقبل ذلك أيضا وأيام سينا صمؤئيل كما يقال في كتبهم فسد القوم ولم يتبعوا طالوت عليه السلام إلى أن تم النصر لطالوت بفضل داوود عليه السلام وطبعا هذه المملكة لم تشغل أكثر من 74%من مساحة فلسطين .
ونستكمل الحديث باسم الله
بعد وفاة سينا سليمان عليه السلام ظهرت النوايا الخبيثة لهؤلاء القوم الذين حكموا طول هذه الفترة بقوة سليمان عليه السلام وبقوة داود عليه السلام ولم يكن الإيمان مترسخا في قلوبهم إلى درجة انه بمجرد وفاة سليمان عليه السلام ارتد اليهود على أعقابهم وبدا الفساد والبغي والبعد عن كل فضيلة وانقسم اليهود إلى قسمين وكما قلنا سابقا فهم 12 سبط اى 12 عائلة وهم أولاد سيدنا يعقوب وما تفرع منهم بعد ذلك وانقسموا إلى 10 أسباط كونوا مملكة إسرائيل في شمال فلسطين و2سبط كونوا مملكة يهوذا وبدأت مباشرة بعد وفاة سيدنا سليمان ولقد عبدوا الأصنام بمجرد وفتة سيدنا سليمان واستمر حكم دولة إسرائيل 202سنة كلها فساد وبغى إلى أن سلط الله عليهم الأشوريين وهم من أهل العراق فجاؤا في سنة 721ق.م وافنوا مملكة إسرائيل واخذوا شعب بنو إسرائيل الموجودين في مملكة إسرائيل وبعثروهم في العالم وبذلك انتهت تماما من الدنيا بكاملها كل نسل لهؤلاء الأسباط العشرة وظلت مملكة يهوذا في الجنوب المكونة من فرعى يهوذا وبنيامين ولقد اختار هؤلاء أن يسموا أنفسهم باليهود نسبة إلى يهوذا احد أبناء سيدنا يعقوب ولم يكن هذا الاسم معروفا أيام سيدنا موسى عليه السلام ولا معروفا لدى الأنبياء السابقين ولقد استمرت مملكة يهوذا بعد مملكة إسرائيل بحوالي 150 سنة أو أكثر ولقد ظلت موجودة إلى سنة 586ق.م ولقد سلط الله عز وجل عليهم في هذه السنة قوما أبادوا هذه البلاد لكونها عصت الله فترات متتالية من الزمان وقبل هذا بحوالي 10سنوات اى في سنة 597ق.م أرسل الله سبحانه وتعالى عليهم قوما من العراق فجاسوا خلال الديار وحصل نوع من التهديد بالإفناء وحصل تدمير لعدد كبير من القرى واخذوا سبى من مملكة يهوذا إلى بابل ولقد كان عددهم تقريبا حوالي 10الاف من اليهود ولكن مع هذا التحذير إلا أنهم استمروا في عصيانهم فسلط الله عليهم سنة 586ق.م التسليط الأخير وكان بقيادة بختنصر وكان قائد البابليين في العراق وهذا الذي جاء ومسح اى اثر لليهود في ارض فلسطين ودمر مملكة يهوذا ودمر المسجد الأقصى الذي يقولون عليه الهيكل ودمر كل شئ موجود ثم خرج من البلدة ومعه 40الف من اليهود وهذا سمى بالسبي البابلي الثاني وبذلك سقطت مملكة اليهود سقوطا كليا في هذه الفترة وكان هذا نهاية الحكم اليهودي لفلسطين والذي بدا سنة 1004ق.م وانتهى سنة 586ق.م اى حوالي 418سنة منهم 80سنة حكم ايمانى ولقد كان هذا الحكم الايمانى اضطراريا بالنسبة لليهود فقد كانوا يسمعون لقوة سيدنا داوود ومن بعده سليمان عليهما السلام ولم يكن الإيمان في قلوبهم وبعد هذه الفترة تولى اليهود هذه المملكة 338سنة من الفساد والبعد عن الدين والوثنية والبغي والظلم والطغيان بل وكانوا يقتلون بعض أنبيائهم وعندما جاء بختنصر أزال الحكم اليهودي ولقد عاد اليهود بعد ذلك ولكن ليسوا حاكمين لأرض فلسطين اى لم يكن لهم حكما إيمانيا على فلسطين سوى 80سنة وهذه هي ما يعتمدون عليه في أحقيتهم بفلسطين ولما ذهب اليهود إلى العراق بدءوا يسجلون في التوراة اى 700سنة من نزول التوراة على سيدنا موسى عليه السلام ولقد كتبوها في فترة 400سنة ومن الصعب أن يصدقه عقل من التضاد بين آياته ومواقفه وقد قال تعالى "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا " وغالب المفسرين يقولون أن هذا هو الإفساد الأول والعلو الكبير بعد سيدنا سليمان عليه السلام وبسبب هذا الإفساد سلط الله عليهم قوم بختنصر فقاموا بإهلاك بني إسرائيل أما العلو الثاني فهو ما نشاهده الآن من فساد وبغى في ارض فلسطين ونحن نرى أن دول كبرى في العالم تساعد إسرائيل في الأرض وهذا كله علو ونحن نسال الله أن يسلط عليهم عباده وبإهلاك مملكة يهوذا بدا عصر جديد في ارض فلسطين المباركة هو عصر الحكم البابلي استمر من سنة 586ق.م إلى سنة 539ق.م اى 47سنة فقط وكان بختنصر دخل إلى فلسطين ليبيد هؤلاء القوم الفاسقين وبعد هذه الفترة انتهت مملكة بابل وبدا حكم جديد وهو الحكم الفارسي وقد كان الحكم الفارسي من ارض إيران والدكم البابلي من ارض العراق والصراع كان ومازال بين ارض إيران وارض العراق وقد استمر في شتى مراحل التاريخ ولقد حدث صدام بين الفرس والبابليين وانتصر الفرس وكان زعيم الفرس يسمى قورش وانتهت بانتصار الفرس على البابليين بمساعدة اليهود وقد استمر الحكم الفارسي 207سنة انتهت سنة 332ق.م عندما دخل القائد الروماني الشهير جدا الاسكندر الأكبر وهناك بعض الناس يخلطون بين الاسكندر الأكبر وذي القرنين ونرد على هذا بان الاسكندر الأكبر كان وثنيا أما ذي القرنين فكان عابدا لله ولقد عاش اليهود في عهده بحرية ولقد استمر حكم الاسكندر الأكبر للبلاد 269سنة من سنة 332ق.م إلى سنة 63ق.م ولقد انبهر اليهود بحضارة الإغريق فبدؤا يتعلموا لغة الإغريق وبدؤا يتعلموا الحياة الإغريقية ولنقسم اليهود في هذه الفترة إلى نصفين الأول سموا بالمتاغرقين ولقد عاشوا كالإغريق وعبدوا آلهة الإغريق وغيروا كثيرا في التوراة المحرفة والثاني تمسكوا بدين اليهودية المحرفة وكانوا يتبعون يهوذا الموكابى بمعنى المطرقة وهو معظم عند اليهود وعمل شيئا من الثورة واحترم الإغريق هذه الثورة وقبلوا دخول اليهود إلى القدس في 26/1/116ق.م وهذا احد الأعياد عند اليهود والمسمى بعيد الأنوار بسبب أن فيه واحد من اليهود حافظ على التوراة المحرفة وقد كان هذا الوضع في فلسطين إلى سنة 63ق.م وبعد هذا دخلت دولة استمرت في فلسطين 700سنة متصلة
وفى المرة القادمة
سنعرف ما هي هذه الدولة وما الأحداث التي حدثت في زمانها وما هي قصة المسيح عليه السلام في ارض فلسطين
وأرجو أن أكون قد أفدتكم وانشروها لتعم الإفادة وأسف على التأخير فقد كان لظروف خاصة وأرجو نشرها ابتغاء الثواب ولتعم الإفادة وارجو ان تدعو لى بالتوفيق فى المذاكرة والامتحانات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته