السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحدثنا فى المرة السابقة عن العصر البرونزى المتوسط وقصة سيدنا ابراهيم وسيدنا يعقوب عليهما السلام وكما تحدثنا عن بنى اسرائيل وهجرتهم مع سيدنا يعقوب عليه السلام بدعوة من سيدنا يوسف ونكمل اليوم حديثنا
ونبدا بسم الله
عاش بنو اسرائيل فى مصر فى ظل حكم الهكسوس ما يقرب من 150 سنة تقريبا حتى هزم الهكسوس سنة 1550ق.م بالضبط على يد الملك احمس الاول وبدا حكم الفراعنة واعتبروا ان بنو اسرائيل كانوا مع الهكسوس فبدا الاضطهاد لهم واستمر هذا الاضطهاد 300سنة متواصلة من سنة 1550ق.م الى 1250ق.م عندما بعث سيدنا يوسف عليه السلام وهذه ال300 سنة غيروا الكثير من صفات بنو اسرائيل ولقد تربوا على القهر والبطش والظلم والعدوان فخرجوا بشكل رخو وتعودوا على الظلم والذل والكذب وقد قال تعالى "يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ويفترون على الله الكذب وهم يعلمون " وهكذا وصفهم ربنا سبحانه وتعالى فى كتابه وعاش بنو اسرائيل فى هذه الفترة على الوثنية بعد ما كانوا يعبدون الله ويوحدوا به حتى ترسخت الوثنية بهم وفى سنة 1250ق.م بعث سيدنا موسى عليه السلام قد نشا تحت حكم فرعون حينما كان يقتل ابناءبنى اسرائيل وقد ولد فى هذه الفترة سيدنا هارون عليه السلام ونجا من القتل ثم ولد سيدنا موسى عليه السلام وجميعنا يعرف قصة نجاته من فرعون ثم حدثت حادثة قتل الرجل المصرى وهاجر الى مدين كما نعلم جميعا وهنا نقف وقفة حيث هناك خطا يقع فيه الكثير من المصريين حيث يفتخرون فى جميع المجالات المختلفة بالفراعنة وهذا خطا فاولا الفراعنة كانوا وثنيين لا يعبدون الله وثانيا ومع انهم تركوا الكثير من الاثار فى المجلات المختلفة الا انهم قاموا بقتل الانبياء وكانوا يستخفون بسيدنا موسى عليه السلام وقد وصف الله الفراعنة فى ذلك الوقت بانهم كانوا فاسقين حيث يقول تعالى"فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين"و هذا يدل على مدى سوء الفراعنة فى ذلك الوقت فلا يجب ان نفتخر بهم فاياكم ايها المسلمون بالافتخار بمن عبد غير الله عز وجل فهذا كمن يفخر بان جده كان ابا جهل او ابو لهب او الوليد بن المغيرة ويقول هؤلاء عرب وانا افتخر بانى من نسلهم وهذا كلام لا يعقله عاقل ونعود الى قصة سيدنا موسى احد اولى العزم من الرسل حيث عاش بعد فترة فى مدين ثم عاد الى مصر بعد ذلك وانزلت عليه الرسالة ثم امن السحرة ولم يؤمن من شعب مصر فى ذلك الوقت الا 3 او 4 على الاكثر حيث امنت زوجة فرعون السيدة آسية رحمها الله وامنت ماشطة بنت فرعون وامن مؤمن ال فرعون كما جاء فى سورة غافر ويقال ان احد الطباخين فى قصر فرعون قد امن اما بقية شعب مصر فلم يؤمن منهم ولا واحد فى ذلك الوقت حتى شعب بنو اسرائيل نتيجة للذل والبطش والقهر تردد فى الايمان بالنبى الذى جاء لينقذهم وقد ذكر الله تعالى هذا فى القران فقال تعالى فى صورة يونس "فما امن لموسى الا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملائه ان يفتنهم "اى حتى بنو اسرائيل من شدة القهر والبطش والجبن ترددوا فى اتباع سيدنا موسى عليه السلام فامرهم موسى عليه السلام بان يصلوا فى بيوتهم متخفيين عن فرعون وعن جند فرعون ومرت السنوات وابتلى الله المصريين بتسع ايات ولكنهم لم يؤمنوا وكذبو ا بموسى مرة والثانية حتى التاسعة حتى طمس الله سبحانه وتعالى على اموالهم واذن لموسى عليه السلام بان يخرج بقومه من مصر فامر موسى قومه بالخروج معه وخرجوا حتى خليج السويس واخترقوا البحر بالمعجزة الظاهرة ففيها وضح اليقين الذى كان عند موسى ووضح الضعف والخوف والجبن الذى كان عند بنى اسرائيل عندما قال اصحاب موسى انا لمدركون وهذا يدل على ان لم يكن عندهم يقين بالله سبحانه وتعالى وقال موسى كلا ان معى ربى سيهدين وبالفعل ضرب البحر بالعصا فانفلق فكان كل فلق كالطود العظيم ودخل موسى وقومه وعبروا الى الجهة الثانية فدخل ورائهم فرعون بكل قوته وجبروته وهلك وهلك معه جنده كما هو معروف بالقصة ونجى الله فرعون بجسده ليكون للناس اية والعجب هو عندما ينبهر الناس بما تركه رمسيس الثانى من تماثيل واثار وقليل من يتذكر بما فعله هو وامثاله ويقال فى بعض الكتب ان من عبروا البحر مع سيدنا موسى ما يقرب من 6او 15 الف وهذا اقرب الى الصواب والدليل على هذا قوله تعالى "فما امن لموسى الا ذرية من قومه "وهذا يدل على قلة عددهم وليس كما يذكر بعض الكتب بانهم كانوا 600الف وبعدما عبر بنو اسرائيل وجدوا قوما وثنيين يعبدون شجرة من دون الله عزوجل فما كان منهم الاان قالوا لسيدنا موسى اجعل لنا الاها كما لهم الهة فرد عليهم موسى وقال انكم قوم تجهلون ثم بعد ذلك مرت احداث كثيرة جدا ليس هناك مجال لتفصيلها وبعدها ذهب موسى عليه السلام الى جبل الطور لتلقى الالواح من الله عز وجل ومع انه ترك فيهم نبيا من انبياء الله عزوجل وهو سيدنا هارون عليه السلام فماذا فعلوا بنو اسرائيل بعد ذهاب سيدنا موسى لتلقى الالواح ومكث 40ليلة وقد كان قال لهم انه سيمكث 30 ليلة فلما تاخر لم يصبروا وعبدوا العجل انظروا الى هذه العقليات هؤلاء هم من انجبوا اليهود الذين نعرفهم هؤلاء هم جذورهم ولم يجد سيدنا موسى معهم يوما من الراحة حيث انهم اكثر من يجب ان يساعدوه وهو من بعث اليهم ليخرجهم من الظلمات هم اكثر من عذبوه فى حياته حتى انهم كادوا يقتلون اخاه سيدنا هارون عندما نهاههم عن عبادة العجل ولقد راينا بعد ذلك انهم قتلوا الكثير والكثير من الانبياء وفى كل هذه القصة لم نرى منهم فى الصلاح الا موسى عليه السلام وهارون عليه السلام وغلام موسى يوشع بن نون ولكن لا ندرى هل عبر معهم البحر ام انه ولد بعد ذلك فى ارض سيناء المهم ان هؤلاء القوم الفشلة الذين طلبوا الاها والذين عبدوا العجل وعندما عاد موسى سقطت منه الالواح وحرق العجل كما هومعروف بالقصة هذه هى المجموعة الذين اخذهم موسى عليه السلام لينفذ ما امر به الله عزوجل وهو دخول الارض المقدسة وهذه الارض المقدسة هى ارض فلسطين ولقد قصصنا كل هذه القصة لكى نعرف ان موسى عليه السلام اتى ببنى اسرائيل ليدخلوا ارض فلسطين وذهب هؤلاء القوم الى ابواب ارض فلسطين فقال لهم موسى يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين اى كتب الله عزوجل هذه الارض لانكم من المؤمنين فان بدلتم هذا الايمان فليست الارض مكتوبة لكم بل هى مكتوبة للمؤمنين بصفة عامة اى لاى مؤمن متمسك بدينه وبشرع ربه اما اى انسان يبدل نعمة الله كفرا فلا حق له فى هذه الارض فهكذا قال لهم موسى فردوا عليه وقالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فاين الفلاح والصلاح فى هذا اين الاختبار والجهاد فى سبيل الله واين الابتلاء والتضحية فهذا الكلام لا يقبله عقل هؤلاء القوم هم الكنعانيون الذين كانوا يعيشون فى هذه الارض وهم من الوثنيين كما قلنا قبلا ولقد عاشوا بها قبل مجئ بنى اسرائيل ب1400سنة وقد كانوا من العرب وكانوا جنود اشداء وهناك روايات يهودية واسرائيلية تقول بان هؤلاء القوم كانوا عمالقة بشكل لا يصدق ليبرروا لانفسهم رفضهم تنفيذ اوامر الله وللاسف توجد فى داخل الكتب الاسلامية ايضا ليجعلوا من هذا الطلب مستحيلا وليبرروا لانفسهم رفضهم امر نبيهم وقال رجلان من الذين انعم الله عليهم ادخلوا عليهم الباب فان دخلتموه فانكم غالبون وعلى الله فوكلوا فماذا قالوا ؟؟؟ قالوا يا موسى اذهب انت وربك فقاتلا انا هنا جالسون ومنتظرون عودتك فانا لن ندخلها ابدا فقال موسى عليه السلام لربه ربى انى لا املك الا نفسى واخى تخيل شعب كامل خرجوا مع سيدنا موسى هو لا يملك الا نفسه وسيدنا هارون عليه السلام فقال الله انها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون فى الارض فلا تاس غلى القوم الفاسقون فهم فاسقون بقول الله ولقد رفضوا الدخول فكتب عليهم التيه وكان التيه هذا فى ارض سيناء فكلما اقتربوا من ارض فلسطين ضيع الله عليهم طريقهم حتى كانوا يقتربون مسافة رمية حجر فلا يعرفون فيتيهون مرة اخرى وفى هذه الفترة مات سيدنا موسى عليه السلام وطلب من الله سبحانه وتعالى ان يدنيه ربه من ارض فلسطين رمية حجر فاستجاب له ربه ودفن بالقرب من القدس رمية بحجر عند الكثيب الاحمر كما يذكر نبينا صلى الله عليه وسلم ومع قرب بنى اسرائيل من ارض القدس الا انهم لا يعرفون ويتيهةن وهكذا يا اخوانى يكتب التيه والضلال وعدم الهدى على كل من يهمل شرع ربنا وقول رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) واتباع نهج الانبياء
وفى المرة القادمة نعرف ماذا حدث لبنى اسرائيل فى التيه وماذا حدث ليوشع عليه السلام عندما امر قومه دخول ارض فلسطين وماذا حدث بعد هذا الدخول
وارجو ان تكون عمت الافادة وابتغاء الثواب فلتساعدوا على نشر هذا الموضوع فى المنتديات الاخرى ومن كان له اى تعليق فليكتبه حتى نرتقى الى الافضل
موضوع: الى كل من يريد تحرير الاقصى (الجزء الرابع) تاريخ القدس(3) 
الخميس أبريل 15, 2010 1:37 pm
