نبذة عن قصر قارون
قصر قارون يقع فى الطرف الجنوبى الغربى لبحيرة قارون بمحافظة الفيوم، ويبعد عن مدينة الفيوم حوالى 50 كم.
من المعلومات الشائعة عنه أنه تابع للملك قارون الذى ذكر اسمه فى القرآن
وخسف الله به وبقصره وماله الأرض، وإذا سألت عنه فى الفيوم تسمع العديد من
القصص منها أن الجزء الظاهر من هذا القصر هو جزء بسيط وأن معظم القصر
مدفون فى الأرض، وأن هناك نفقا تحت الأرض يصل بين القصر والإسكندرية، وأن
من يدخل هذا القصر لا يخرج منه وأن الوحيد الذى خرج أصابه جنون مما رأى
تحت الأرض.
كل هذه الخرافات نفاها أحمد عبد العال مدير عام آثار الفيوم الذى أكد أن
قصة هذا القصر وملكيته لقارون هى أكذوبة، وأن هذا القصر عبارة عن موقع
أثرى به معبد من آواخر العصر البطلمى، وتحيط به بقايا المدينة القديمة
دينيسيوس، والتى تقع قريبا من الطرف الجنوبى الغربى لبحيرة قارون، وقد
تأسست هذه المدينة فى القرن الثالث ق.م، وازدهرت فى العصر الرومانى وكانت
منطقة حدود تخرج منها القوافل إلى الواحات البحرية، وأن هذه المنطقة ظلت
بلا حفر حتى زارتها بعثة فرنسية سويسرية عام 1984، وأجرت حفائرها التى
أسفرت عن كشف حمام رومانى وعدة منازل بعضها مزين بصور جدارية متميزة
بزخارف لها علاقة بعبادة الشمس، كما عثرت البعثة على كثير من الأدوات
المنزلية والأوانى الفخارية، وعدة قوالب تراكوتا خاصة بالعملة، وكشفت عن
بقايا قلعة رومانية ضخمة بناها دوق لاتيان، لصد أى غزو قادم من الجنوب،
وشيدت من الطوب الأحمر وبعناية فائقة ومحاطة بسور له باب من الحجر الجيرى،
وبها تسعة أبراج.
وأهم أثر بالمنطقة هو المعبد والذى كرس لعبادة الإله سوبك، ويتكون من
صالتين كبيرتين تقودان إلى قدس الأقداس الذى يتكون من ثلاث مقاصير، الوسطى
منهم للمركب المقدس، والأخرتان لوضع تماثيل الإله، ويوجد تحت قدس الأقداس
ممرات والمدخل الذى يؤدى إلى حجرة الوحى ويمكن الصعود إلى الطابق العلوى.
أما تسميته بقصر قارون، يؤكد أحمد عبد العال أنها تعود إلى أنه قديما كان
يطلق على الجزء اليابس من البحيرة قرن، ولتعدد الأجزاء اليابسة فى بحيرة
قارون سميت بحيرة (قرون) وقصر (قرون)، ثم تحرف الاسم وأصبح بحيرة وقصر
(قارون).
دخول القصر بجنيه واحد للفرد .. وسيكون معك مرشد سياحي من أهل الفيوم يشرح
لك ما تراه في القصر .. وإذا لم يأتي معك مرشد فاطلب واحد لأنه لا أهمية
من زيارة مكان قديم بدون معلومات تقال لك حول كل ما تراه
ووجود المرشد معنا أضفى متعةً وجمالاً على القصر .. فكل سؤال يتبادر لذهنك تسأله وهو يجيبك
كان أول سؤال سألته له قبل دخول القصر : الله تعالى يقول في القرآن الكريم
أنه خسف بقارون وبداره الأرض .. ونحن الآن ذاهبين لزيارة داره !!
فقال لم يُخسف الدار كله .. فبقية الدار تركها الله عبرة للناس .. والبقية
الأخرى تم ترميمها كي يصلح للزيارة .. وقد خُسف معه جزء كبير من المدينة
وقال لي سأريك إياها من أعلى القصر
واجهة القصر
القصر مكون من 3 طوابق .. و 336 غرفة !!
باب القصر الذي تروه في الصورة السابقة ليس هو الباب الأصلي .. وإنما
الباب الأصلي كان من الجرانيت .. والمكان الذي يدخل فيه مفتاح القصر كان
عبارة عن دائرة قطرها حوالي 5 سم !! وكان من الجرانيت أيضاً ويحمله عدد من
الناس الأقوياء !! ( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة )
أول ما تدخل القصر تجد أمامك كرسي العرش .. وأسفل كرسي العرش حفرة كبيرة
مخيفة جداً .. كلها مظلمة .. وتمتد للأسفل بعمق 3 أدوار .. وبها جثة قارون
وأمواله كلها ، وهو مكان الخسف
كرسي العرش من مدخل القصر
تلاحظون وجود بابين آخرين بعد المدخل الرئيسي .. وبالفعل فقد كان للقصر 3 أبواب !
نقترب معاً من كرسي العرش شيئاً فشيئاً ....
ها هو المكان الذي كان يجلس به قارون مزهواً بنفسه ، طبعاً الكرسي كان من الذهب .. وجميع ملابسه مُذهّبة
ولمن لا يعلم مصدر ثراء قارون .. فقد طلب من سيدنا موسى عليه السلام أن
يدعو الله له أن يرزقه مالاً كثيراً .. فرزقه الله علماً فريداً وهو علم
الكيمياء استطاع به تحويل التراب إلى ذهب
لذلك عندما قال سيدنا له موسى بأن هذا المال من عند الله فقال له قارون : إنما أوتيته على علم عندي
على جانبي الكرسي في الصورة السابقة كان الخسف .. وهو واضح لكم في الصورة التالية
وكانت كبيرة جداً ولكن تم ترميم جزء منها .. ووجدوا فيها مستندات من ورق
البردي مكتوباً عليها حسابات وأرقام وتم نقلها للمتحف المصري في القاهرة
على جانبي الكرسي هناك سلمين .. واحد يمين للطلوع .. والآخر على اليسار
للنزول ، وهذا السلم يوجد في احد جوانبه دهاليز وممرات مخترقة القصر عبر
الأرض وتفتح خارج المدينة ! يعني إذا حدث هجوم على القصر سيخرج من خلال
هذه الأنفاق لخارج البلد كلها وليس خارج القصر فقط
عند الصعود للطابق الثاني سنجد الغرفة التي بها الخزانة .. وهي 3 خزائن كان بها الذهب .. وهي فارغة طبعاً الآن
وفي الطابق الثالث مكان العبادة .. حيث كان يعبد إلهين مرسومين على الجدار
.. وهذا الطابق أكثر الطوابق تضرراً .. فهناك تهدم شديد في سقفه .. حتى
أنك تشاهد الفيوم من أعلى القصور بسهولة .. ومن هذا الطابق شاهدت المدينة
التي كانت تحيط بالقصر ولتي كان يسكنها قوم قارون الذين كان يخرج عليهم
وهو في زينته وكانوا يقولون ياليت لنا مثل ما أوتي قارون
واضح طبعاً الأشياء البارزة في الرمال .. وهي عبارة عن أسطح البيوت المحيطة وها هي الآن مدفونة في الرمال
أحد أعمدة القصر
والجدير بالذكر أن القصر مبني بنفس طريقة بناء الأهرامات .. يعني بدون
أسمنت ولا أي مادة للبناء تربط بين الأحجار .. فقط أحجار بجانب بعضها
لكنها ملتصقة جداً وذلك عن طريق تفريغ الهواء كما كان يفعل الفراعنة في كل
مبانيهم .. لذا فهي مازالت موجودة حتى الآن
لمن يريد معرفة الطريقة سريعاً : يتم وضع الحجر الأول .. ثم وضع مادة
كيميائية عليه تقوم بسحب الهواء المحيط .. ثم وضع صخرة أخرى عليه قبل دخول
الهواء .. وبذلك يلتصق الحجران ولا يتفرقا إطلاقاً إلا إذا دخل بينهما
الهواء مرة أخرى .. وهذا مستحيل
وأختم هذا الموضوع بقول الله تعالى
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً .. والعاقبة للمتقين ))